عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ) فأخفى في نفسه فعلا ما الله مبديه ، ويعلم أن الله مبديه ، ولكن اين إبداء محمد من إبداء الله؟ إذ هم ليسوا ليعارضوا الله ويتهموه! مهما تجاسروا على معارضة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إذ جاء وحي حبيب من الحبيب يطمئنه بعصمته من بأسهم فنقله من خشيته تعالى بهم الى خشيته في تعميتهم ، فمهما كان حقا لك ان تخشى الله احتراسا عن الناس حراسا على رسالتك ، فالله أحق أن تخشاه إذ يطمئنك عن بأس الناس ، فهو الذي أمرك بتحقيق أمره العجيب الإمر ، حملا لا عباء الرسالة مهما كانت ثقيلة : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) وهو الذي يلقي في قلب الزوجين عزيمة الفراق ، وهو الذي يزوجك زوجة زيد بعد ذلك الفراق ، بولاية قاطعة لا مرد لها ودونما استمارة واستئمار منكما «زوجناكها» فهو الخاطب لك وهو المجرى صيغة الزواج ، فيدخل عليها الرسول بمجرد نزول الآية ودونما استئناس ، وكانت هذه إحدى ضرائب الرسالة الباهظة التي حملّها فحملها في مواجهة المجتمع الذي كان يكرهها ويتقول فيها كما تقوّل البعض من المسلمين والجاهليون والمسيحيون (١)!
__________________
(١) في الدر المنثور ٥ : ٢٠٣ ـ اخرج الطبراني والبيهقي سننه وابن عساكر من طريق الكميت بن يزيد الاسدي قال حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش قالت : خطبني عدة من اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسلت اليه (صلى الله عليه وآله وسلم) اخي يشاوره في ذلك قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : فأين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها؟ قالت : من؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : زيد بن حارثة فغضبت وقالت تزوج بنت عمتك مولاك ثم اتتني فأخبرتني بذلك فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها فانزل الله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ ..) فأرسلت اليه زوجني من شئت فزوجني منه فأخذته بلساني فشكاني الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : إذا طلقها فطلقني فبت طلاقي فلما انقضت عدتي لم أشعر الا والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وانا مكشوفة الشعر فقلت هذا امر من السماء دخلت يا ـ