والذكر في الأصل حالة في القلب تظهر في مظاهر الأقوال والأفعال ، ولان اللسان يتأثر بالقلب في ذكره والقلب يؤثر فيه ، لذلك يسمى ذكره ذكرا وإلا فليس إلّا لقلقة البغبغاء ـ
و «لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله عند ما حرم عليه» (١). فاشتغال اللسان بذكر الله والقلب لاه والعمل متخلف عن شرعة الله ، إنه ليس ذكرا ، بل هو مهانة واستهتار بالله ، فليسكت عن ذكر الله ، او ويذكر الله في حلاله وحرامه!
__________________
ـ بالقرائة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرء منا امره بالذكر ، والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب لأهل الأرض والبيت الذي لا يقرء فيه القرآن ولا يذكر الله تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الا أخبركم بخير اعمالكم ارفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من الدينار والدرهم وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟ فقالوا : بلى ، قال : ذكر الله عز وجل كثيرا ثم قال : جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : من خير اهل المسجد؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أكثرهم لله ذكرا وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من اعطي لسانا ذاكرا فقد اعطي خير الدنيا والاخرة وقال : في قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) قال : لا تستكثر ما عملت من خير لله.
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٨٧ ح ١٥٦ في الخصال عن زيد الشحام قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) ما ابتلي المؤمن بشيء أشد عليه من ثلاث خصال يحرمها ، قيل : وما هي؟ قال : المواساة في ذات يده والإنصاف من نفسه وذكر الله كثيرا اما اني لا أقول ...