ف ـ (ذِكْراً كَثِيراً) تعني كثرة في عدّة وكثرة في عدّة ، عدّة الجوارح؟؟؟ والجوانج وعدّتها ، كثرة العدد بعددها ، ولكل بكثرته ، وكثرة العدد بحق الذكر وحاقّه ، دون ان يترك باطن الذكر الى ظاهره ، او ظاهره الى باطنه ، او يترك عدّته او عدته أو عدّته الى عدته وليكن محافظا على باطن الذكر كمحور اصيل يتبنّاه طول حياته ، فذكره بالقلب هو قلب الذكر وسائر الذكر هو قالب الذكر!
ف ـ (اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) بقلوبكم في عدد وعدد ، وبألسنتكم في عدد وعدد ، في حلكم وترحالكم ، وعلى كل أحوالكم ، حيث النسيان أيا كان وأيّان يخلّف قدره العصيان لا تقل إن أكثرت ذكر الله بلساني قيل إنه منافق ، ما دمت ذاكره بقلبك ولسانك ف ـ «اذكروا الله حتى يقول المنافقون إنكم مراءون» (١) و «حتى يقولوا مجنون» (٢)! فانما المجنون من لا يذكر الله ، والمنافق من لا يوافق لسانه قلبه او قلبه لسانه!
ذكر الله من مخلقات الايمان على قدره ومستواه (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (١٣ : ٢٨).
ولان في ذكر الله حالة ايجابية ذكرا لذاته تعالى وأفعاله وصفاته ، وقصورنا الذاتي عن ان ندركه سبحانه قد يوردنا موارد الخطأ عند ذكره ،
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٢٠٥ ـ اخرج الطبراني عن ابن عباس وعبد الله بن احمد في زوائد الزهد عن أبي الجوزاء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...
(٢) المصدر اخرج احمد وابو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ...