للخلق أجمعين ، والتكليف صفة عامة في الولايات بدرجاتها ومن أهم الأمانات العملية الصلاة (١).
اجل! انها بوجه يعم ويطم هي امانة التكليف طوعا او كرها حيث كلّفها كلّ وسعه ، وتسبيح الله بحمده واقع لا ريب فيه في كل شيء ، اللهم الا الإنسان وأضرابه (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً)!
وعرض الأمانة هذه بذلك العرض العريض ليس ليعني عرض التخيير الترديد ، بل هو عرضها على كل كائن بفرضها في ذات تكوينه ، عرض يعني عرض الحال للبعد الثاني في كل كائن ، حال واقعة لا مناص عنها في كينونته ، ف (إِنَّا عَرَضْنَا ..) ليس إلّا عرض واقع الحال للإنسان الظلوم الجهول ، انه المتخلف الوحيد في الكون كله بمن معه من أضرابه الجن امّن ذا ، وكما الأسماء عرضت على الملائكة لبيان حالهم وجاه العلم بها (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) (٢ : ٣١) وكما الصافنات الجياد عرضت على سليمان (٣٨ : ٣١) كما (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا) (١٨ : ٤٨) كعرض الخير على اهله ، ويماثله في اصل العرض الشر لأهله : (وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً) (١٨ : ١٠٠) (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها) (٤٦ : ٤٠) (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) (٤٠ : ٤٦).
__________________
ـ باب الجري والتطبيق على بعض المصاديق فقبلها ولاية الرسول وقبلهما ولاية الله ، والاخيرة هي العامة للكون كله.
(١) المصدر ح ٢٦٥ في عوالي اللئالي في الحديث ان عليا (عليه السلام) إذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل ويتلون فيقال له مالك يا امير المؤمنين (عليك السلام) فيقول : جاء وقت الصلاة وقت امانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها أقول صلاة كل شيء بحسبه فهي لهذه الثلاث التسبيح كما في آياته.