للأجيال ان يروا رؤية عينية او علمية (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فمثلها كمثل قوله تعالى :
(قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُون) (١٠ : ١٠١).
ثم وكان لهم قبل وحيه او اكتشافه علميا ان يروه تاملا وتعملا للضرورة الملموسة لهم أن الأرض ليست مسطحة دون خلف كظهرها ، لاختلاف الافاق ليلا ونهارا!
وهناك آيات اخرى تؤشر الى دوران الأرض وكرويتها ناتي على تفسيراتها بطياتها ، وآيتنا هذه (أَفَلَمْ يَرَوْا ..) هي الوحيدة بين رفاقها تدليلا كالصريح على كروية الأرض وقد تزاملتها آية التكوير (١).
وقال الادريسي وهو احد الجغرافيين من العرب في القرن الحادي عشر للميلاد : ان نصف هذه الأرض البيضاوية مغمور في الماء وذلك ليحل مشكلة النصف المجهول ، وكان بطلميوس في القرن الثاني للميلاد وهو من أشهر الفلكيين يرى ان الأرض مثل كرة مفرطحة من جانبيها كحبة القوطة ، وجاء (ابيانوس) في ١٥٢٠ فقال : انها تشبه القلب ، وصادفت نظريته ميلا في قلوب قساوسة الدين في اوروبا فأيدوه قائلين انها قلب الله ، وان هذه الكرة القلبية تشبه ارض المكتشف العظيم (كولمبوس) حيث تصورها مثل الكمثرى ، فالنصف الكروي هو الشرقي والنصف المستطيل هو الغربي ، والتمدد الذي أوجده فيه هو (العلم الجديد) الذي اكتشفه ، واما (دانت) فقد تصورها قبل ذلك بقرن في مثل هذا الشكل جاعلا هذا التمدد لحجمه الذي صوره فكانت جبال المطهر تحت خط
__________________
(١) وهي «يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ..» راجع (٣٩ : ٥).