وكما عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تغنوا بالقرآن فانه من لم يتغن بالقرآن فليس منا»!
فلان كلام الله جميل فليكن بصوت جميل كما صيته جميل ولفظه جميل ومعناه جميل ، والله تعالى جميل يحب الجمال!
تذكر الروايات ان داود (عليه السلام) أوتي صوتا جميلا خارقة العادة في الجمال ، كان يرتل به مزاميره وهي تسابيح دينية رائعة من زبوره في العهد العتيق» ـ
فحينما كان ينطلق صوته في ترتيل المزامير تمجيدا لربه ، كانت ترجّع معه الجبال والطير ، مردّدة تلك الترانيم السارية السارّة (١) لحظات فائقة التصور لا يتذوقها إلا كل أواب حفيظ : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ) (٢١ : ٧٩) (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ. وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) (٣٨ : ١٩)
ثم و (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) خطاب تكوين وتسخير يضرب الى عمق الكائن دون مكنة التخلف كما في اصل التسبيح ، وكما في : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) (٢١ : ٦٩) واضرابها من خطاب التسخير التكوين.
أترى ذلك الجبال (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ) فما بال الطير وموقعه في تعريفها ونصبها ، فعطفها الى «جبال» يقتضي «وطير» كما «جبال» قضية ضرورة الوفاق في العطف بين الرفاق أدبيا كما هو معنويا؟
__________________
(١) في كمال الدين باسناده الى هشام بن سالم عن الصادق (عليه السلام) في حديث يذكر فيه قصة داود (عليه السلام) قال : إنه خرج يقرأ الزبور وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر إلّا أجابه.