وَرَواحُها شَهْرٌ) ـ (تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً) كل يوم مسيرة شهرين (حَيْثُ أَصابَ) من هذه المعمورة ام سواها بأجواءها!.
وترى انها ريح كسائر الرياح ، ام هي سائر الرياح دون اختصاص ، كلّا! فالنص «الريح» دون «الرياح» فلتكن خاصة معروفة لديه ، مجهولة لدى غيره ، ام وإذا كانت معلومة لغيره فغير مسخرة إلّا له ، وانها كانت ريحا عاصفة وكما في آية ثالثة : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ) (٢١ : ٨١).
ثم «غدوها» هو الغداة لحد الزوال ام هو ادنى ، والرواح هو الوقت الذي يراح فيه الإنسان من نصف النهار الى الغروب او هو ادنى ، فلم يك سليمان يغدو ويروح في يوم واحد دون مكثة في (الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها) فليكن الغدو ردحا مما بين طلوع الشمس وزوالها ، وكذلك الرواح ردحا بين زوالها وغروبها ، مهما كانت السفرة في يوم واحد ، ام بمكثه يوم أو أيام (١).
مركبة فضائية ما اغداها واروحها ، واريحها في غدوها ورواحها ، حيث (تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) الى (الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) ام سواها ، مهما كانت هي الأصل في سفراته ، ولذلك خصت بالذكر في آية الأنبياء.
وقد تكاثرت الروايات حول تسخير الريح لسليمان ، تبدو ظلال الاسرائيليات المختلفات والمختلفات فيها واضحة ، فالتغاضي عنها الى بينات الآيات أحرى ، وترك الخوض فيها احجى! فانما هي ريح عاصفة مسخرة لسليمان غدوها شهر ورواحها شهر ...!.
__________________
(١) في تفسير القمي في آية الريح قال : كانت الريح تحمل كرسي سليمان فتسير به في الغداة سيره شهر وبالعشي مسيرة شهر.