انه (كَافَّةً لِلنَّاسِ) ككل «ولو كان لربك شريك لأتتك رسله» وإذا لشريكه او شركائه رسل فارونيهم ، فإذا لا رسل لمن ألحقتم به شركاء فأين الربوبية؟.
انه (كَافَّةً لِلنَّاسِ) في رسالته المبشرة المنذرة ، وحين يحصل الكفّ للناس كل الناس ، عن كافة المخطورات طول الزمان وعرض المكان فليكف عن إرسال رسول بعده ، فما ذا بعد الكافة إلّا تحصيلا لحاصل ام تضييعا؟ فهذه الآيات من آيات رسالته العالمية ، الخاتمية ، فلا يرسل بعده من رسول ، كما لم يرسل معه ، والذين أتوا قبله كانوا رسلا لتعبيد الطريق لرسالته السامية الخالدة.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) رسالته وكافته وبشارته ونذارته ، او «لا يعلمون» الرباط العريق بين رسالته الوحيدة والربوبية الوحيدة. كما «لا يعلمون» ان الرسالة الكافة لا تسمح لرسالة اخرى معها او بعدها عن الله الواحد فضلا عمن (أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ)!.
و «لا يعلمون» انه وهو رسول ليس له من الأمر شيء إلّا (بَشِيراً وَنَذِيراً) فهم يتطلبون إليه آيات إلهية خارقة العادة كأنه مخول فيها ، ام موكل عليها ، كما ويقترحون عليه علم الساعة :
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٢٩) ترى وما هي الرباط
__________________
ـ الدعوة بنفسه ، فان لزم فهل دعاهم بعد موته؟ ايضا ـ بنفسه ، ولو انه دعى كلا بلغته كانت فيها الكفاية عن الكتب التي بعث الى الملوك والرؤساء ، وكفاهم حجة قبل ان يسمعوا الى قرآنه ويروا سائر برهانه ، وأظن تتمة الحديث من مقحمات الوضاعين!. ثم المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تعارضه الآيات الدالة على عمومية الرسالة لاولى العزم ورواياتها ، إلّا ان تعني الكافية في طول الزمن الى يوم القيامة مع المشاركة في عرض المكان لردح من الزمن.