أولئك لهم ضعف العذاب ، فانما الجزاء خيرا وشرا على قياس العمل ضخامة ووخامة : (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) مستعملين أموالهم وأولادهم في سعيهم الفاسد الكاسد (أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) وكما كانوا في بواعث العذاب محضرين ، حضورا بحضور ، بل هو هو نفس الحضور ف ـ (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(٣٩).
(ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) في سبيل الله أموالا وأولادا ، واعمالا وأقوالا وأحوالا ، (فَهُوَ يُخْلِفُهُ) : إبدالا بالحسنى وهو خير الرازقين في الاولى وفي الاخرى ، وليس بسط الرزق لأهل الطغوى إلّا امتحان الامتهان (.. إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٣ : ١٧٨)!.
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠) قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ)(٤١).
خطأ في خطأ لمن كانوا يزعمونهم يعبدون الملائكة ، (بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ) ويحسبونهم ملائكة حيث أروهم أنفسهم ملائكة ولكي يعبدوا ، وليس الملائكة ليروا أنفسهم للموحدين ، فضلا عن المشركين الذين يبغونهم ان يكونوا لهم عابدين. ام (كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ) حيث امروهم ان يعبدونا ، فالمعبود الأصل لهم هم الجن دوننا ، إذ لم تكن هناك صلة بيننا وبينهم حتى يعبدونا دون وسيط.
وعلى أية حال «سبحانك» ان يعبد من دونك (أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ) تلي كل أمورنا ، وتعلم ما نخفي وما نعلن ، فتعلم اننا ما كنا نرضى هذه العبادة بوسيط ودون وسيط ، فقد كانت عبادتهم الحمقاء هباء على هباء