آبائهم ليس قسطا ولا عدلا ، والقسط أفضل من العدل؟
علّه ككلّ مما شاة مع المتبنين : إن كان هذا قسطا تعطفا بهم دون مقابل ، فدعوتهم لآبائهم اقسط عند الله ، فإنهم بضع من آبائهم دونكم ، وامتداد لهم بمدّهم إيلادا دونكم ، فليس منكم لهم إلا قول بأفواهكم ، ولهم من آبائهم فعل الايلاد وهو حقيقة لا تنكر ، فالأصل الفطري والولادي يقتضيان ان تدعوهم لآبائهم في كل ما تتطلبه البنوة ، والتخلف عنهما هو خلاف العدل والقسط.
او علّه كبعض مصاديقه قسط ، كما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع زيد ولكنما الأقسط عند الله ان يدعى هو ايضا لأبيه كما فعله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل آية الدعوة ، فقد جمع الأقسط الى القسط فلم يخالفهما أو أحدهما قبل آية القسط ، اللهم إلّا من سواه بين متعمد ومخطئ وساحة الرسول منهما براء!
(... فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ ..)(٥).
فان فوضى العلاقات في أسرة الجاهلية في هرج الجنس ومرجه ، والتبني الأعمى بحيث كان يعمي عن الآباء الأصلاء ، مما يخلّف مجهولية الآباء ، ولكنها ايضا ليست بالتي تسمح بالتبني او تقره ، فان هنالك الأخوة في الدين والولاية فيه اصل جامع يحلّق على كافة المعلومين فضلا عن المجهولين ، فهم إذا إخوانكم في الدين في كلما تقتضيه الاخوة الدينية ، وكما في سائر المسلمين (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ..) (٩ : ١١) وكما في خصوص اليتامى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ..) (٢ : ٢٢٠) وطبعا هي الاخوة الدينية كما في الأدعياء فإنهم أعم من كونهم يتامى او ذوي آباء مجهولين.