هناك «عبادنا» في اقسامهم الثلاثة ، وهنا (الَّذِينَ كَفَرُوا) بنا وبعبادتنا لحد «الكفور» وبينهما عوان لم يذكروا ، وانهما صورتان متقابلتان ، فهناك مسرح لكل عناية وتبجيل ، وهنا كل نكاية وتخجيل ، وكل ذلك بعلم الملك الجليل :
(إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٣٨).
(يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) علم شامل دقيق لطيف ، يحيط بكتابي التكوين والتدوين وما في الصدور وتحتاجه الصدور ، وبذلك العلم الشامل يجري كل الأمور.
__________________
ـ نعمركم ..» توبيخ لابن ثماني عشر سنة أقول وعلّه اوّل توبيخ قارع حيث مضت عليه سنون ثلاث ، وليس هذا القدر كضابطة ، فقد لا يوجد ظرف الذكرى في ثلاثين وقد يوجد في يوم واحد ، وهذا الحديث ناظر الى الحالة الاكثرية في جو الذكرى. وفيه بسند له عن أبي بصير قال قال الصادق (عليه السلام) ان العبد لفي فسحة من امره ما بينه وبين أربعين سنة وإذا بلغ أربعين سنة اوحى الله الى ملكية اني قد عمرت عبدي عمرا فغلظا وشددا وتحفظا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره».