بَعْضُهُمْ بَعْضاً) فيما يشركون «إلّا غرورا» إذ لا يملكون حجة فيما يعدون «إلا غرورا»!
وإذ ليس هنالك كتاب من الله يسمح بذلك الإشراك ، ولا كتاب من الشركاء لرسلهم ، فيه دعوة إليهم ، فهذه الوهة فاضحة فاضية ، وليست الا غرورا!
كلّا! ليس هنا او هناك شرك ولا من قطمير في سماء ام في ارض ، بل :
(إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً)(٤١).
هذه! ولا ثانية لها إلا في الحج : (.. وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٦٥).
وإمساك السماوات والأرض ان تزولا ، يعم زوال الفناء ، وزوال السماوات وقوعا على الأرض ، وزوال الأرض سقوطا الى عمق السماء ، وزوال كلّ وقوعا لاكنافها بعضا الى بعض أما ذا من زوال؟
«ان الله» لا سواه (يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) عن كل زوال عن حالتهما العامرة (وَلَئِنْ زالَتا) ألا يمسكهما الله وكفى (إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) مسكة بعد الوقوع ام اشرافه ، فهو الممسك لهما وهو المزيل ، كما هو الخالق لهما دون اي بديل.
وصحيح ان ذلك الإمساك في كافة جنباته ليس إلّا بقدرته الخلاقة ، ولكنه عالم الأسباب ، يتطلب منه سببا في ذلك الإمساك ، وعلّه عمد لا ترونها : (رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) (١٣ : ٢)