القى السمع وهو شهيد ، ان لكل بداية نهاية ، فليستعد عاقل لكي يخلّد نفسه بعد النهاية ، (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)!
ومن شأن السائح في هذه الرحلة المتعاقبة المتخالفة ان يحسن ثواءه القليل ويترك وراءه الذكر الجميل. وان عجلة القرون المتتابعة سارعة متصارعة ، دون ان يحمل أهلوها إلّا التبعية الفردية (فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) في أولاه وعقباه (وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً) مهما يزيدهم عند أنفسهم في الشهوات خبطا.
(وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَساراً) عن ذلك المقت الناتج عن ذلك الكفر!
ان مقت ربهم في نفسه خسارة عليهم ، فلانهم ليسوا ـ هنا ـ ليشعروا مدى خساره ، فليثنّ بصراح الخسار.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً)(٤٠).
(.. أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) فضلا عن شرك في السماء ، فكيف ـ إذا ـ هم آلهة وليس لهم شرك في خلق لا في الأرض ولا في السماء ، فإنهم (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)!
الهم شرك.؟ فاروني (أَمْ آتَيْناهُمْ) أولاء المشركين «كتابا» فيه سماح للاشراك (فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ) فأروني؟ كلا! فلا واقع للشرك لا ملموسا برؤية ، ولا واردا برواية من كتاب وحي (بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ