من إحدى الأمم (فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً)!
وهذا الوجه قد يقرّب لسابق ذكر المشركين ، وقد يبعّد لأن قريشا كانوا قوما ليست لهم سابقة الإنذار حتى يستقبلوا منذرا برحابة صدر ، وقسما بالله وهم مشركون!
إذا فهم أهل الكتاب : (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ) (٢ : ٨٨) وبطبيعة الحال كفر الكتابي ـ ولا سيما في زيادة النفور ـ إنه أضل وأنكى.
(جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) هو مدى الطاقة والمشقة منها أن بالغوا وغلظوا في مختلف أيمانهم (لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ) من النذر وقد (كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ) فهم له منتظرون (لَيَكُونُنَّ أَهْدى) لسابق الأنس بوحي الكتاب ، وسابغ البشارات بهذا النذير (.. أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ) ولماذا إحداهم؟ لا «كل الأمم» لأنهم أنفسهم الأمم الكتابية ، والمشركون هم أحدى الأمم ، إذا فهم المشركون ، دون اليهود والنصارى ، إذ ليسوا هم بإحدى الأمم.
(فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ) مجيئه (إِلَّا نُفُوراً) وتباعدا وهروبا ، ولماذا ذلك النفور بعد جهد الأيمان وذلك الاستفتاح؟.
وقد تعني (وَأَقْسَمُوا) كليهما ، مهما كان أهل الكتاب أصلاء في ذلك المكر السيء والمشركون فروعهم!.
(اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا