يتطلب له كونا يجنب ذلك الكيان ، فهم كلهم مشتركون في كون مّا ، أخذ عليهم فيه الميثاق العام ، وهو قبلهم في ذلك الكون اضافة الى ذلك الكيان.
فقد كان قبل ان يخلق ويبعث نبيّا له كيان الايمان به والنصرة له من النبيين أجمع ، كما له كون في الروح قبل خلقه ككل وقبل بلوغه ذروة النبوة ، وقد يصلح هذا المعنى لقوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أخذ علي الميثاق واستنبئت وآدم بين الروح والجسد (١).
__________________
(١) تفسير البرهان ٣ : ٢٩٤ ح ١ علي بن ابراهيم قال حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) اوّل من سبق الى الميثاق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وذلك انه كان اقرب الخلق الى الله وما كان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أسري به الى السماء تقدم يا محمد لقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولو لا ان روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه فكان من الله عز وجل كما قال الله كقاب قوسين او ادنى اى بل ادنى فلما خرج الأمر وقع من الله الى أوليائه عليهم السلام ، فقال الصادق (عليه السلام) كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية ولرسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة ولأمير المؤمنين والائمة عليهم السلام بالامامة فقال : الست بربكم ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيكم وعلي (عليه السلام) إمامكم وأئمة الهادين (عليهم السلام) أئمتكم؟ قالوا : بلى فقال الله : شهدنا ان تقولوا يوم القيامة اى لئلا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فاوّل ما أخذ الله الميثاق على الأنبياء له بالربوبية وهو قوله : وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم فذكر جملة الأنبياء ثم ابرز عز وجل أفضلهم بالاسامي فقال : ومنك يا محمد فقدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لأنه أفضلهم ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضلهم ثم أخذ بعد ذلك الميثاق لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الايمان به وعلى ان ينصروا امير المؤمنين (عليه السلام) فقال : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم يعني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لتومنن به ولتنصرنه يعني امير المؤمنين (عليه السلام) تخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الائمة (عليه السلام)