النبيون ، إذ يسألون عن صدقهم في إقرارهم وأخذهم الإصر في ميثاقهم ليؤمنن به ولينصرنه (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) بهذه الرسالة الاخيرة (عَذاباً أَلِيماً)
وفي واجهة عامة يسأل الصادقون ـ النبيون ـ عن صدقهم في ميثاقهم ، والصادقون سواهم كذلك ، والمسئول والمسئول عنه شاهدا صدق على صدقهم (عليهم السلام) فيما كان عليهم.
وكما يسأل الصادقون الآخرون عن صدقهم في تصديقهم لهم (صلوات الله عليهم) وتطبيقهم شرعتهم (وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ) تصديقا او تطبيقا (عَذاباً أَلِيماً).
ثم وفي وجهة عامة (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ) من نبيين وسواهم «عن صدقهم» فيما حمّلوا ، هل عملوا بما تحمّلوا من تبليغ ومن تطبيق ، وقد تعنيها الآية كلها ، فالكل مسئولون عما أرسلوا وعما حمّلوا وتحملوا عما اعتقدوا و .. (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ ..) (٥ : ١٠٩).
ذلك ميثاق غليظ على النبيين أجمعين ليسئلهم «الصادقين» عن صدقهم (١) وليسأل الصادقين المرسل إليهم عن صدقهم أولاء وعن صدقهم أنفسهم
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ١٨٣ ـ اخرج الطبراني وابن مردويه وابو نعيم في الدلائل عن أبي مريم الغساني ان أعرابيا قال يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما اوّل نبوتك؟ قال : أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ثم تلا (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ...) ودعوة أبي ابراهيم قال : وابعث فيهم رسولا منهم وبشارة المسيح بن مريم ورأت ام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منامها انه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام.