في تصديقهم ، مما قد يلمح بأخذ الميثاق من المرسل إليهم مع المرسلين ، وعلّه من فطرهم أما ذا مما هو حجة عليهم ، إذ لم يكونوا قبل كونهم في كون أو كيان به يعقلون (١) وقد يعنيه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيما يرويه «خلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فأخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ اهل الشمال بيده الاخرى وكلتا يدي الرحمن يمين فأما اصحاب اليمين فاستجابوا اليه ... قال قائل فما العمل فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل كل قوم لمنزلتهم.» (٢) فأهل اليمين هو من استجاب لفطرته خلاف اهل الشمال ، دون ان يسبقهم عالم قبل خلقهم إذ لا يذكره احد فكيف يكون حجة عليه اللهم إلّا أحكام الفطرة التي فطر الناس عليها!
__________________
(١) المصدر اخرج أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس من عالم الا وقد أخذ الله ميثاقه يوم أخذ ميثاق النبيين يدفع عنه مساوي عمله لمحاسن عمله الا انه لا يوحى اليه.
(٢) المصدر اخرج الطيالسي والطبراني وابن مردويه عن أبي العالية قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ... فاستجابوا اليه فقالوا لبيك ربنا وسعديك قال الست بربكم قالوا بلى فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم يا رب لم خلطت بيننا فان لهم اعمالا من دون ذلك هم لها عاملون؟ قال : ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ثم ردهم في صلب آدم (عليه السلام) فأهل الجنة أهلها واهل النار أهلها فقال قائل فما العمل فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ... فقال ابن الخطاب اذن نجتهد يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).