الكبرى إذ قتل الامام امير المؤمنين (عليه السلام) فارس يليل عمرو بن عبدود فتم انهزام الأحزاب ونزل جبريل بقوله «لا فتى إلا علي لا سيف الا ذو الفقار»! وعندئذ هاجت الرياح وانهزم الكفار وو لولووا الأدبار فهم بين قتيل وجريح وأسير وفارّ! كما وقد يعني (هَلُمَّ إِلَيْنا) موارد اخرى (١).
٦ ـ (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) : بخلاء في النفس والنفيس والنفسيات ، وليسوا ـ فقط ـ لا يساعدون على بأس ، بل ويزيدون بأسا على باس وبؤسا في بأس بدعاياتهم السوء ، فكلهم كزازات وهزازات ضد المؤمنين ، وإن شأنهم الشائن في نفاقهم العارم يبرز في خوف البأس وذهابه ،
__________________
ـ الله عليه وآله وسلم) الزبير الى هبيرة بن وهب فضربه على رأسه ضربة فلق هامته وامر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمر بن الخطاب ان يبارز ضرار بن الخطاب فلما برز اليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال له ضرار ويلك يا ابن صهاك أترميني في مبارزه والله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة الا قتلته فانهزم عمر عند ذلك ومر نحوه ضرار وضربه ضرار على رأسه بالقناة ثم قال : احفظها يا عمر فاني آليت ألا اقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى وولاه.
(١) وفي الدر المنثور ٥ : ١٨٨ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ ..) قال : هذا يوم الأحزاب انصرف رجل من عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له : أنت هاهنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الرماح والسيوف قال : هلم الي لقد بلغ بك وبصاحبك والذي يحلف به لا يستقي لها محمد ابدا قال : كذبت والذي يحلف به وكان أخاه من أبيه وامه والله لأخبرن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمرك وذهب الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره فوجده قد نزل جبريل (عليه السلام) بخبره «قد يعلم الله المعوقين وفيه اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون لإخوانهم ما محمد وأصحابه الا اكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم ابو سفيان وأصحابه دعوا هذا الرجل فانه هالك والقائلين لإخوانهم الى المؤمنين هلم إلينا اي دعوا محمدا وأصحابه فانه هالك ومقتول ولا يأتون البأس إلا قليلا قال : لا يحضرون القتال الا كارهين وان حضروه كانت أيديهم مع المسلمين وقلوبهم مع المشركين.