(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ..) وليس قضاء النحب ـ فقط ـ الموت ، فصيغته الخاصة منهم من قتل او مات ، وهما من مصاديق قضاء النحب في سبيل الله فقضاء النحب فيما عاهدوا الله عليه ليس إلّا أن يعيشوا ملتزمين بعهده في كافة الحقول ، ومن أفضلها الجهاد في سبيل الله بأنفسهم ثم بأموالهم ، (فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) ما وجدوا للجهاد ظروفا صالحة ، ثم (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) قضاء نحبه ليس ـ فقط ـ انتظارا للشهادة حيث الانتظار لها ـ فقط ـ ليس انتصارا لقضية الايمان ، بل هو الانتصار لظرف يقضي فيه نحبه ان «يقتل أو يقتل» في سبيل الله : إحدى الحسنيين!
فقد يعني «نحبه» : عهده ومراهنته إذا وجد له مكانه ومكانته ،
__________________
ـ وسلم) غبت عنه لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما بعد ليرين الله ما اصنع فشهد يوم احد فاستقبله سعد بن معاذ (رضي الله عنه) فقال : يا أبا عمر! والى اين؟ قال : واها لريح الجنة أجدها دون احد فقال حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ونزلت هذه الآية «رِجالٌ صَدَقُوا ..» وكانوا يرون انها نزلت فيه وفي أصحابه ،
ومنهم مصعب بن عمير كما اخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي في الدلائل عن أبي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين انصرف من احد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول فوقف عليه ودعا له ثم قرأ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ ..) ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) اشهد ان هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فاتوهم وزوروهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم احد الى يوم القيامة الا وردوا عليه وفي ملحقات الاحقاق ٣ : ٣٦٣ روى نزول الآية في علي (عليه السلام) عدة من أعلام القوم منهم ابن الصباغ في فصول المهمة ١١٣ قيل سئل علي (عليه السلام) وهو على المنبر عن الآية قال : في وفي عمر وحمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، واما عمي حمزة فانه قضى نحبه يوم احد واما انا فانتظر أشقاها يخضب هذه من هذا وأشار الى لحيته ورأسه عهد عهده اليّ حبيبي ابو القاسم (صلى الله عليه وآله وسلم).