وهكذا نتلمّح من (قُلْ لِأَزْواجِكَ) دون «بعض أزواجك» انهن كلهن تشاركن في إزعاجه فانزعاجه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى نزل ما نزل وحصل ما حصل.
مجموعة حلائل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كن سبعة عشر ، دخل بهن اجمع إلا عمرة والسيفا وفيهن سريتان : مارية القبطية وريحانة الخندقية ، كان يقسم لهما مع أزواجه. ولم يجمع قط إلّا بين تسع منهن فاعتزل (صلى الله عليه وآله وسلم) حين اعتزل عنهن ومات كذلك عنهن وأفضلهن خديجة ثم ام سلمة ثم ميمونة (١) وارذلهن من حاربت وصيّه يوم الجمل!.
__________________
ـ وروى إخواننا انها عائشة كما في الدر المنثور بعدة طرق ففي نور الثقلين ٤ : ٢٦٦ عن المجمع روى الواحدي بالإسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالسا مع حفصة فتشاجرا بينهما فقال لها : هل لك ان اجعل بيني وبينك رجلا؟ قالت : نعم فأرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) الى عمر فلما ان دخل بينهما قال لها تكلمي قالت يا رسول الله تكلم ولا تقل الا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : كف فقال عمر : يا عدوة الله النبي لا يقول إلّا حقا والذي بعثه بالحق لولا مجلسه ما رفعت يدي حتى تموتي فقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد الى غرفة فمكث فيها شهرا لا يقرب شيئا من نساءه يتغدى ويتعشى فيها فانزل الله هذه الآيات.
وفيه ص ٣٦٥ ح ٦٦ باسناده عن أبي الصباح الكتاني قال ذكر ابو عبد الله (عليه السلام) ان زينب قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تعدل وأنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت حفصة : ان طلقتنا وجدنا أكفاءنا من قومنا ...
أقول مهما اختصت البعض من نساءه بالبعض من هذه الأقاويل فالقولة المشتركة علّها الأخيرة «ان طلقتنا ..».
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٦٧ ح ٧٤ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال : تزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمس ـ