لقد خيرهن بعد نزول آية التخيير بين المقام معه إن يردن الله ورسوله ، أو الانسراح عنه إن يردن الحياة الدنيا وزينتها ، حيث اختار لنفسه وأهله معيشة الكفاف وعيشة العفاف دون زهو ولهو بتبذير أو إسراف ، لا عجزا عن حياة المتاع والزينة ، وانما زهدا عادلا كقدوة للأمة.
إلا أن نسائه (صلى الله عليه وآله وسلم) يتطلّبن منه زهوة وزهرة كما هي شيمة النساء ، وليس الرسول يميل الى ميولهن فيزدهي بزهوهن ويشتهي ما يشتهين ، ولا سيما في الأموال التي هي لعامة المسلمين ، وكذلك في أمواله الشخصية ، ولذلك يعرض عنهن بعد عرضهن طلب الحياة الدنيا وزينتها واعتراضهن عليه ، يعرض نظرة الوحي فتنزل آية التخيير فيخيرهن بين هذه وتلك.
__________________
ـ عشرة امرأة ودخل بثلاث عشر امراة منهن وقبض عن تسع فاما اللاتي لم يدخل بهما فعمرة والسيفا واما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن ١ فأولهن خديجة بنت خويلد ٢ ثم سودة بنت زمعة ثم ٣ ام سلمة واسمها هند بنت امية ٤ ثم ام عبد الله عائشة بنت أبي بكر ثم حفصة بنت عمر ثم ٦ زينب بنت خزيمة بنت الحارث ام المساكين (٧) ثم زينب بنت جحش ثم ام حبيب رملة بنت أبي سفيان ثم (٩) ميمونة بنت الحارث ثم (١٠) زينب بنت عميس ثم (١١) جريريه بنت الحارث ثم (١٢) صفية بنت حي بن اخطب (١٣) والتي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خولة بنت حكيم السلمي وكان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه مارية القبطية وريحانة الخندقية والتسع اللاتي قبض عنهن عائشة وحفصة وام سلمة وزينب بنت جحش وميمونة وام حبيب وجريرية وسودة وأفضلهن خديجة ثم ام سلمة ثم ميمونة أقول وفيه عن الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال في طوائف هؤلاء النسوة ـ ٤ ـ من تيم و ـ ٥ ـ من عدي و ٣ ـ من بني مخزوم و ـ ٢ ـ من بني اسد و ـ ٨ ـ من بني امية و ـ ٩ ـ من بني هلال و ـ ١٢ ـ من بني إسرائيل ولم يذكر البقية وطبعا خديجة من أفضل قريش ، وتفرق هذه الطوائف من الدليل على ان زواجاته كانت سياسته اكثر مما هي جنسية.