مسايرتهن ما لا يمس من كرامة بيت النبوة ، ثم تخييرهن كما خيّر ، واخترن الله ورسوله والدار الآخرة :
(وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)(٢٩).
وإنه ليس الأجر العظيم إلّا للمحسنات منهن بعد ما أردن الله ورسوله والدار الآخرة ، فهناك إرادة الإحسان وهنالك تحقيق الإحسان ، وليست الإرادة لتكفي ما لم يتحقق المراد بالحسنى ، ثم العاقبة الحسنى بمواصلة الإحسان في ارادة الله ورسوله ، واما اللاتي يردن الله ورسوله والدار الآخرة بغية البقاء في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لا يحسنّ كما يناسب ذلك البيت ، ومن ثم يحاربن في حرب الجمل أما ذا؟ وصيه الطاهر. فهن بعيدات من الأجر فضلا عن عظيمه ، وأبعد من العامرية التي اختارت قومها!.
ثم الإحسان في جو الوحي والتنزيل أفضل أجرا من سواه كما الإساءة أرذل وأنكل ، حيث البعد الثاني لكلا الإحسان والإساءة راجع إلى إحسان هذا البيت وإساءته بين الناس ، فعلى مستوى عظم ذلك البيت يعظم أجر الإحسان وعذاب الاساءة ، وهذه قاعدة عادلة سارية في أبعاد الأفعال خيرا او شرا ، وكما تواتر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في من سن سنة حسنة او سيئة.
وهل التسريح هنا هو التطليق رجعيّا ام بائنا ، فمن تختار الحياة الدنيا يطلقها بصيغة؟ أم ان اختيارهن لها طلاق؟ التسريح صريح أنه فعل من النبي إن اخترن الحياة الدنيا ، فليس اختيارهن إذا بنفسه طلاقا ، وليس التسريح ـ فقط ـ صيغة لفظية للطلاق ، إلّا أن تسريح كل شخص بحسبه ولا نعرف تسريحا اسلاميا للأزواج إلّا بالتطليق ، إلّا ان يختص النبي