(صلى الله عليه وآله وسلم) بتطليق دون لفظ كما في نكاح (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) (٣٣ : ٥٠) إلّا أنهما لا تثبتان طلاقا او نكاحا دونما صيغة ، بل «لو اخترن انفسهن لطلقهن» (١).
وهل المسرّحة هكذا تنسرح بحيث تحل لها الزواج بغيره؟ وهن أمهات المؤمنين! : (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً)! ولكنما الحياة الدنيا وزينتها والسراح الجميل قد تتنافى وحرمان الزواج وهو من أمتع متع الحياة وزينتها ومن أجمل السراح! فقد يكون تسريحهن هكذا تطليقا عن كونهن أمهات المؤمنين وكما خول علي (عليه السلام) بتطليقهن ان خرجن عن طور الطاعة له (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يحق وقد مضى حديثه عن القائم المهدي (عليه السلام) ومن هنا نتبين على أية حال أن «لو اخترن انفسهن لبن» (٢) دونما رجعة حيث الأمر قاطع لا مردّ له من الله : (قُلْ .. فَتَعالَيْنَ .. أُسَرِّحْكُنَّ) فليسرّح من اختارت الدنيا دونما رجعة ، اللهم إلّا رجوعا الى الله ورسوله فرجعة بعقد جديد ولا دليل عليه!
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٦٥ عن الكافي حميد عن ابن سماعة عن ابن رباط عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن رجل خيّر امرأته فاختارت نفسها بانت؟ قال : لا ـ انما هذا شيء كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة أمر بذلك ففعل ولو اخترن انفسهن لطلقهن.
(٢) نور الثقلين (٦٥) حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد وابن رباط عن أبي أيوب الخزاز قال : قلت لابي عبد الله (عليه السلام) اني سمعت أباك يقول : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير نسائه فاخترن الله ورسوله فلم يمسكهن على طلاق ولو اخترن انفسهن لبنّ؟ فقال : ان هذا حديث كان يرويه أبي عن عائشة وما للناس والخيار انما هذا شيء خص الله به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).