(يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً) (٣١)
ولماذا في قصة التخيير (قُلْ لِأَزْواجِكَ) ثم هنا والتي بعدها (يا نِساءَ النَّبِيِّ)؟ علّه حيث الاولى يخص أزواجه والآخريان تشملان معهن بناته وكل امراة تعيش في جوّ الوحي مرتبطة به نسبا او سببا فهما باحرى يشملان الصديقة الزهراء (عليها السلام) ان يؤتاها أجرها مرتين ويعتد لها رزقا كريما!
وهذه ضابطة عامة في الأعمال خيرا وشرا ، أن ينظر إليها من بعدين : نفس العمل ، ومن يرتبط به أيا كان ، في خير او شر من غير العامل ، وأعظم رباط للعاملين هو الواقع في جو الوحي ، ثم وما دونه من أجواء ، يذكر هنا أفضلها لنجعله نبراسا ينير الدرب على ما دونه ، كل بحسبه.
وإذا كان هذا موقف نساءه (صلى الله عليه وآله وسلم) فباحرى بنته الزهراء (عليها السلام) وعلي (عليه السلام) والأئمة من ولدهما عليهم السلام من عترته وكما يروى عن زين العابدين (عليه السلام): «نحن أحرى ان يجرى فينا ما أجر الله في أزواج النبي من أن نكون كما تقول ، انا نرى لمحسننا ضعفين من الأجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب» (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٦٨ ح ٧٧ في مجمع البيان وروى محمد بن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن علي بن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن علي بن الحسين زين العابدين انه قال رجل : انكم اهل بيت مغفور لكم قال فغضب وقال : نحن ... وفي الدر المنثور ٥ : ١٩٦ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد (عليه السلام) يجرى أزواجه مجرانا في الثواب والعقاب