وقد عد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أزواجه في هذه الميّزة من «اربعة يؤتون أجرهم مرتين» (١) دون اختصاص بهن ، فانما الميزة للأقرب فالأقرب صلة ومكانة ، وهما في عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اقرب قرابة ومحتدا!
فمضاعفة العذاب هنا هي تبعة المكانة الكريمة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما مضاعفة الأجر فانها تابعة لنفس المكانة ، تقدّر ان بقدرها في المنسوب والمنسوب إليه ، ولا أكرم من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أقرب من اهله الذين يعيشون جوّ الوحي!
والفاحشة هي المعصية الفاحشة ، متجاوزة حدها ام الى غير العاصي ام تجمعهما ، ثم الفاحشة قد تكون مبينة متجاهرة ولا تبين إلّا نفسها ، وقد تكون مبيّنة تبين معها موقف صاحبها ومن يتصل بهم بطبيعة الحال ، وهنا (بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) كالأخيرة لا فقط «مبيّنة» إذا فهي التي تبيّن موقف صاحبها أنها منه كما تتراوش من كوز ، لا فلتة غير قاصدة ، كما وتبين ما يستحقه من العقاب عليها.
ثم وليست الفاحشة لتختص بالشذوذات الجنسية وهي من الخبيثات
__________________
(١) المصدر اخرج الطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اربعة يؤتون أجرهم مرتين منهم ازواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيه اخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن انس في الآية قال : ان الحجة على الأنبياء أشد منها على الاتباع في الخطيئة وان الحجة على العلماء أشد منها على غيرهم فان الحجة على نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد منها على غيرهن ...