(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(١٤).
«هو» الله الواحد (الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ) الدالة على وجوده ووحدانيته وسائر صفاته الحسنى ، والكون كله آياته من آفاقية وأنفسية (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ) مادية ومعنوية «رزقا» لأبدانكم وأرواحكم (وَما يَتَذَكَّرُ) آياته البينات ورزقه النازل (إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) إليه ويرجع عن غفوته وغفلته إلى فطرته وفكرته.
ف «لو كان لربك شريك لأتتك رسله» (١) وأراك آياته ، والآيات كلها مجمعة عليه ، دالة إليه ، حيث الكون مكرّس جامع ، وكتاب بارع ، يدل على مكوّنة دلالة ناصحة ناصعة ، دونما مناورة ، ولا منازعة ، او مضادة ومناقضة (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) في ذوات ودلالات.
وإذ كان واحدا تدل عليه آياته في كافة الجهات والجنبات (فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) إخلاصا له في طاعته وعبادته (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وكراهتهم منفية في الفطرة وحسب ما تهدي إليه الادلة ، كما تلمح إليها «لو» الامتناعية ، إلّا أن غشاوات الفطرة تجعل من المحبوب مكروها ، ومن النور ظلمات.
(رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ)(١٥).
__________________
(١). عن الإمام امير المؤمنين (عليه السلام.