(يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) وهم عباد الله تكوينا وتشريعا ، كيف أصبحوا عباد الشيطان ، ف ـ (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) طول التاريخ الرسالي ، وهم المترفون المفرطون في تكذيب الرسالات ، وأتباعهم الضعفاء. «ألم يروا» رؤية في أعماق التاريخ ، وأصدقه ما يقصه القرآن (كَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ) الطائلة «أنهم» بعد هلاكهم (إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) فهل ينتظرونهم لكي يخبروهم بصدق الحياة الحساب بعد الموت أم كذبه؟ أم ينتظرونهم أن يرجعوا فيصلحوا أعمالهم ، ولات حين مناص ، إذ فات يوم خلاص!
إن الهلكى وسواهم «إن كل» دونا استثناء «لما» إلا (جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) إحضارا للحساب فالثواب أو العقاب ، كسائر المؤمنين ، أم ثوابا دون حساب (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ).