ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٦٨)
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ)(٦١).
تعريف ب «ربكم» الذي (قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) أنه (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً ...) نعمتان هامتان لم يسألهما الإنسان ربه وقد أعطاهما إياه قبل خلقه ، فكيف إذا سأل نعمة؟ أتراه يبخل فيما يسأل وهو كريم فيما لم يسأل!
الليل هنا وفي سائر القرآن لباس (١) وسكن لتسكنوا فيه عن حركات التعب ونهضات النصب : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً
__________________
(١) راجع تفسير آية النبأ في النوم وفي لباس الليل ومعاش النهار ، الى ج (٣٠) الفرقان ص ١٨ ـ ٣٤.