الأصح خصائصها التى لا يشاركها فيها بلد آخر. ونفس هذا الطابع الفريد تحمله مجموعة الأشعار «الجغرافية التى استخرجها من دواوين الشعراء الأقدمين والوارد فيها ذكر الأسماء الجغرافية المختلفة ، وتضاف إليها أرجوزة جغرافية طويلة تقع فى خمس قصائد ومائة وسبعة وعشرين بيتا هى أشبه بملحق للكتاب يصف فيها صاحبها أحمد بن عيسى الرّداعى طريق الحج فى بلاد العرب.
لقد تملك الهمدانى ناصية المادة الأدبية بأكملها ؛ ولم تكن مقدرته فى الملاحظة المباشرة بأقل من ذلك فى شىء. ولا يزال كتابه محتفظا إلى أيامنا هذه بقيمته العلمية ؛ وقد أشار الرحالة مالتزان Maltzan المعروف بتجواله فى الجزيرة العربية إلى أنه كثيرا ما يساعد فى دراسة الجغرافيا المعاصرة لجزيرة العرب (٩٢). أما فى مجال الجغرافيا الإقليمية فإن كتاب الهمدانى يمتاز على جميع مصنفات القرنين التاسع والعاشر ولا يبزه فى القرن العاشر إلا أثر واحد ذلكم هو كتاب «الهند» للبيرونى العظيم.