وبعدها ذهبت لإجراء الفحوصات فتعجب الأطباء وأرادوا منها أن تدلهم على العلاج الذى استخدمته حيث هناك الكثير من الحالات التى إحتار معها الأطباء بالنسبة لنفس المرض ... ، إن الله تعالى هو المجيب وهو الحكيم ... ، أحكم كل شىء فدرجة حرارة الجسم ثابتة صيفا وشتاء عند ٣٧ م ، ودرجة حرارة الكبد تختلف عن درجة حرارة العين وعن بقية أعضاء الجسم ولا يحدث استطراق لأن العين لو زادت حرارتها عند درجة معينة لكانت سببا فى فقد البصر ... ، وكذلك فإن نسبة السكر فى الدم تنتظم بواسطة أجهزة خاصة كالبنكرياس ... ، ونسبة البولينا فى الدم لها جهازها المنظم ... ، والإنزيمات الهاضمة التى تحول النشويات إلى السكر لها خطواتها المنظمة ... ، وكذلك تحويل البروتينات إلى الأحماض الأمينية ، والدهون إلى مستحلب دهنى ، كل ذلك أتقنه العليم الخبير ... ، وكذلك فإن آيات الله فى الكون كثيرة ، يقول تعالى (أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) (١) ... ، والناظر إلى الإبل يجد الكثير من آيات الإبداع حيث نجد أن شفة الجمل العليا مشقوقة لأنه يتناول أشواك الصحراء التى تتشعب لأعلى ، وله القدرة على غلق أنفه تماما للوقاية من عواصف الرمال المفاجئة فى الصحراء ويأخذ الأنف الشكل الطولى وليس الدائرى وذلك يحميه من مقاومة دفع الهواء المحمل بالأتربة لذلك تصمم مصابيع السيارات الآن بهذا الشكل الطولى للتقليل من مقاومة الهواء ... ، والرقبة طويلة ليرى ما أمامه وما حوله ... ، ولأنه يقوم على قدميه الأمامتين فإن عظام العضد والساعد تلتحم لتكون أكثر صلابة وقدمه وساده لينة تساعده على السير فى رمال الصحراء والأماكن الصلبة ، واليابسة ... ، وهو يتمايل فى حركته للتخفيف من شعوره بالأحمال الثقيلة ، وعينيه على الجانبين أيضا للتقليل من مقاومة الهواء وبها رموش طويلة كشبكة عند العواصف الرملية فيغمض عينيه لكنه يرى من خلالها ... ، وأذنه قصيرة لعدم الاحتكاك بالتيارات الهوائية ، وله زوائد عظمية خلف الجبهة للتحكم فى حركتها مع اتجاه العواصف ، فسبحان الذى أتقن كل شىء خلقه ....
__________________
(١) سورة الغاشية الآية ١٧.