رأسه شرفه أحد المنازل .. (١) ، وهناك من العباد الصالحين اللذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الله وكانوا من الشهداء فكانت رائحة المسك تفوح منهم كلما اقترب منهم إخوانهم المسلمون بعكس أعداء الله وذلك فى حرب أكتوبر اللذين كانت تفوح منهم الرائحة الخبيثة ويعوون كالذئاب قبل موتهم حرصا منهم على الحياة .. ، لكن المسلم الشهيد كما أخبر صلىاللهعليهوسلم لا يشعر بالموت إلا كقرصة النحلة ، فهناك الشهيد الذى شقت بطنه نصفين وخرجت أمعاؤه خارج بطنه وجرحت يده جرحا بسيطا وهو لا يشعر بما حدث له ويبتسم وهو ينظر فى جرح يده البسيط ، وفجأة يقول ريح الجنة والله .. ، الحور العين قادمات .. ، ثم يقابل ربه شهيدا ... ، وهناك الكثير من المواقف والعبر التى هى من آثار رحمة الله ليتذكر المسلم ويزداد اللذين آمنوا إيمانا ويظل فى قلوبهم الثبات حتى الممات ولتكون لهم عند ربهم الحياة الدائمة وقد رضى الله عنهم ورضوا عنه. ونبشر فى النهاية بقسم أحد المجاهدين اللذين رأوا الملائكة بالفعل فى إحدى المواقع التى ارتفعت بها صيحات المقاتلين الله أكبر ...
٩ ـ القرآن الكريم والإعجاز فى كل عصر
إن القرآن الكريم سيظل عطاء زاخرا بكل ألوان الإعجاز كلما تقدمت البشرية ، وذلك فى كل مجالات العلوم ، وذلك فى كل عصر مهما بلغت البشرية من أساليب التقدم ، فحين صعد الإنسان إلى القمر ومر على آيات الله تعالى فى السماء كما مر عليها من قبل فى الأرض ، نجد قوله تعالى (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ ، وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (٢).
وبالفعل فإن المرور عليها فى الأرض من خلال السير والتأمل ، والمرور عليها فى السماء هو إشارة وإثبات لعبور الإنسان للفضاء والمرور على تلك الآيات من خلال سفن الفضاء وغيرها من الوسائل الفضائية الحديثة .. ، وكذلك حين أثبت علم التشريح أن التكوين التشريحى فى المخ بالنسبة للنساء يختلف عن التكوين التشريحى
__________________
(١) ذكر ذلك إمام أحد المساجد عن موقف عاصره بنفسه.
(٢) سورة يوسف الآيات ١٠٥ ـ ١٠٦.