قتلهم من أعمال البر وكان اليهود يشترون حمايتهم بالمال ، وكانوا يسكنون فى نواحى نائية من المدن ترتع فيها الأوبئة وكانوا يلزمون بوضع علامات معينة على ملابسهم لتمييزهم من غيرهم ... ، ولقد طردوا من إيطاليا وطردوا من فرنسا وتم طردهم من النمسا وحولت بيعهم إلى كنائس وكانوا يدفعون الملايين من الأموال ليمكثوا عدة سنوات .. ، وفى مساكنهم كانوا يشدون الأبواب بالسلاسل من الحديد وحرموا من الزواج إلا بقيود تحد من نسلهم ، وفرضت عليهم ضرائب الإقامة والانتقال من مكان إلى مكان .. ، ثم جاءت الحرب العالمية الأولى فذاقوا الويل على أيدى الرومان وفى بولندا زادت حالتهم سوءا أثناء الحرب حيث كانوا يقتلون وتسلب منهم الأموال حتى سمحت لهم روسيا فى النهاية بالسكن فى بعض المدن الرسية ثم أعلنت البلشفية الحرب عليهم وذاقوا ألوان العذاب .. ، وما لبثوا حتى جاء القرن العشرون حيث كان ينتظرهم عذابا أشد مما لا قوة من قبل على يد هتلر والنازية فى ألمانيا حيث كانت خطتهم تقوم أولا على استئصال اليهود حيث صبت عليهم أعظم الكوارث حيث تكررت النداءات بإبادة يهود أوربا فتناقص عددهم فى بولندا وألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا حيث نقص عددهم من الملايين إلى عدة مئات فى كل بلد وفى سنة ١٩٤٣ نقل الألمان نحو ٥٠ ألف يهودى فى عربات الموت من سالونيك إلى جهات غير معروفة ودمرت المعابد اليهودية وتم ذبح ثلاثة ملايين ونصف يهودى كالأنعام ، وأجملت الجمعيات الصهيونية عدد القتلى من اليهود فى الحرب العالمية الثانية بخمسة ملايين قتيل وكل ما سبق يثبت لنا الإعجاز القرآنى فى قوله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١).
وهم الآن فى فى علوهم الكبير كما وعد الله تعالى وسوف يبعث الله عليهم عبادا أولى بأس شديد يسومونهم أيضا سوء العذاب ، وإن وعد الله لآت ، ولن يتخلف وعد الملك الجبار الذى ملك الكون .. ، وقد قضى بأن لا يترك الظالمين .. ، ووعد بأن له
__________________
(١) سورة الأعراف الآية ١٦٧.