بيقين كما ذكرنا سابقا ... ، كذلك فإن شرط قبول الصلاة ، الطعام الحلال وإتمامها والخشوع فيها ، والتواضع وعدم الإصرار على المعاصى والرحمة بالمسكين والأرملة ، وابن السبيل ، وقطع النهار فى ذكر الله تعالى ... ، ولقد أجمع العلماء على أن الحركة فى الصلاة من عدم الخشوع ، كما دلت بذلك الأحاديث ، فلو خشع القلب لخشعت الجوارح ولو زادت حركاتك عن ثلاث فعليك بالخوف من بطلان صلاتك ، ولا بد أن يكون نظرك محل السجود حيث لا يمر الشيطان ، وحيث إنك تقف أمام من قال عن نفسه (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) (١) ... ، فعلينا بالتقوى والخشية من الله الذى خلق الكون ونظمه ، ورزق كل دابة ، وعلم الظاهر والباطن ، وأحصى كل شىء عددا ، يعلم بعدد حبات الرمال فى الصحارى والقفار ... ، وما تسقط ورقة إلا وهو يعلمها ... ، وكل شىء هالك إلا وجهه ، وصدق صلىاللهعليهوسلم فى وصيته لنا ... ، لا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا فيما أنتم عنه تزولون ، واتقوا الله وارغبوا فيما إليه تصيرون وفيه تخلدون ... ، إننا بحاجة إلى رحمة الله ومغفرته حيث إن نعمه علينا كثيرة ونحن مقصرون مذنبون عاجزين عن شكره ... ، له علم الغيب وتعجز عقولنا عن الإحاطة بكل الأمور ، ومع المشهد والدليل هناك غيب كثير لا بد من الإيمان به ، حيث إن المؤمن يؤمن بالغيب ، وهذا هو اختبارنا لا نعلم الحكمة من الأمور كلها فى الماضى والحاضر والمستقبل ، لا نعلم الحكمة من اختلاف الناس فى القدرات والهدى والضلال والأرزاق والآجال ... ، وعلى الإنسان أن يتمسك بالأدلة الحق ليسير فى طريق النور ويصرف نفسه عن التفكير فى الشهوات فإن عذاب النار شديد ... ، والله قادر على منع البلاء عنا والابتلاء ولكنه الاختبار الذى معه يظهر من يستحق الجنة ومن يستحق النار ... ، النبى صلىاللهعليهوسلم لاقى الكثير فى سبيل الله ونشر دعوته حتى يكون قدوة للدعاة من بعده ليصبروا على الأذى ، ولد صلىاللهعليهوسلم يتيما وتوفيت والدته وهو فى صغره ، وتوفى عمه وزوجته فى عام واحد ، ثم لاقى الكثير فى الطائف وأدميت قدمه الشريفة ، وقبلها حوصر مع الصحابة فى شعب أبى طالب.
__________________
(١) سورة طه الآية ١٠٥.