«كانت ولادته عليه السّلام في جوف الكعبة ، ولم تنح هذه السعادة لأيّ أحدٍ منذ بدء الخليفة إلى الغاية ، وإنّ لصحّة هذاالخبر بين المؤرّخين المتحفّظين على الفضائل صيتٌ لا تشوبه شبهة ، وتجاوز عن أن يصحبه الشكّ والترديد».
قالها المؤرّخ الشهير محمد بن خاوند شاه بن محمود (ت ٩٠٣ ه) (١).
* * *
«من المتّفق عليه أن غيره صلوات الله عليه لم يولد هناك».
قالها المؤرّخ العالم زين العابدين الشيرواني ، من علماء القرن الثاني عشر (٢).
* * *
أمّا الشعراء ، وخاصّة العلماء منهم :
فقد زيّنوا شعرهم بقصائدهم في بيان فضائله ومناقبه عليه السّلام المرويّة بالطرق الصحيحة المصحّحة المتواترة ، تخليداً لذكره ، وأداءً لبعض حقّه ، وأثبتوا فيها خصوصية ولادته في الكعبة المعظّمة ، ومنهم :
العالم الأديب ابو الحسن علاء الدين عليّ بن الحسين الحلّي الشفهيني ، من العلماء الشعراء في القرن الثامن الهجري ، يقول في قصيدة داليّة طويلة :
أم أهل ترى في العالمي بأسرهم |
|
بَشَراً سواه ببيتِ مكّة يولَدُ؟ |
في ليلةٍ جبريل جاءَ بها مع |
|
الملأ المقدَّسِ حَولَهُ يتَعبَّدُ |
فلقد سَما مجداً عليُّ كما عَلا |
|
شَرَفاً به دون البقاع المسجدُ (٣) |
__________________
(١) روضة الصفا في آداب زيارة المصطفى ، الجزء الثاني.
(٢) بستان السياحة : ٥٤٣ ، الطبعة الثانية.
(٣) تجد القصيدة كاملة في الغدير ٦ : ٣٥٦ ـ ٣٦٤.