ثمّ ما بال الديار بكري يعتمد على (شواهد النبوّة) كلّما نقل عنه ، ولا يرتضيه في خصوص المقام؟
ثمّ ما باله يغضّ الطرف عن غلطه الشائن من أنّ ولادته عليه السلام كانت بعد عام الفيل بسبع سنين ، لكنّه يردّ حديث ولادة البيت بعدم الثبوت؟
أنا أدري لماذا ، وأنت تدري ، وقبلنا الديار بكري يدري.
حديث الولادة والشعراء :
وللشعر والشعراء قصب السبق في إثبات هذه الفضيلة للإمام عليه السلام وقد بلغت من الشهرة حتى لم تدع مجالاً لإنكارها أو التشكيك فيها.
وهنا يبدأ المؤلّف هذا الفصل وقبل أن يذكر القصيدة وقائلها ، بمقدّمة جميلة جدّاً لا يسعنا تجاوزها أو اختصارها فهو يقول :
عرفت أن الحديث بلغ من الشهرة والثبوت بحيث لا يسع أيّ مُنعت إنكاره ؛ ولذلك احتجّ به فريق كبير من المحقّقين في كتب الإمامة ، وأرسله إرسال المسلّمات جموع من نياقد فنّ الحديث في باب الفضائل ، وتبجّح به زُرافات من حملة العلم ونقّاده في مؤلّفاتهم ، وهنالك لفيف لا يستهان بعدّتهم ، ولا يغمز في شيء من تثبّتهم وضبطهم من صيارفة القول ، وصاغة القريض ، وزبناء الشعر ، بين عالم ضليع ، وأديب بارع ، وشاعر مبدع ، تصدّوا لإثبات هذه الفضيلة في ما أفرغوه في بوتقة النظم ، أو حاكموه على نول الحقيقة ، فسار ذكرها مع الركبان وانتشر نشرها مع مهبّ الريح ، كما مرّ عن الحميري والسرخسي والشفهيني والحرّ العاملي والافتوني وغيرهم.
ثمّ أخذ يذكر آخرين إتماماً لما ذكره سابقاً.