بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
حديث المولد الشريف وتواتره
إنّ المنقّب في التأريخ والحديث جِدَّ عليم بأنّ هذه الفضيلة من الحقائق التي تطابق على إثباتها الرواة ، وتطامنت (١) النفوسُ على اختلاف نزعاتها على الإخبات (٢) بها ،؟ حيث لا يجد قَطُّ غَميزةً (٣) في إسنادها ، ولا طعناً في أصلها ، ولا منتدحاً (٤) للكلام على اعتبارها ، وتضافر النقل لها ، وتواتر الأسانيد إليها ، وإن وَجَدَ حولها صَخباً من شذّاذ الناس وطأه بأخمص حجاه (٥) ، وأهواه إلى هُوّة البطلان السحيفة.
قال الحافظ أَبو عبد الله ، محمّد بن عبد الله ، الحاكم النّيسابوري ، المتوفى سنة (٤٠٥ ه) في (المستدرك) في باب مناقب حكيم بن حزام (٦) ، عن مصعب بن
__________________
(١) تطامنت : من أطمان ، أي سكنت. القاموس المحيط ـ طمن ـ ٤ : ٢٤٧.
(٢) الإخبات : الخضوع والتسليم. مجمع البحرين ـ خبت ـ ٢ : ١٩٩.
(٣) الغميزة : العيب ، المعجم الوسيط ـ غمز ـ ٢ : ٦٦٢.
(٤) المنتدح : المتسع. الصحاح ـ ندح ـ ٢ : ٩١٠.
(٥) الحجا : العقل. الصحاح ـ حجا ـ ٦ : ٢٣٠٩.
(٦) حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي ، أبو خالد المكي ، وعمّته خديجة زوج النبيّ صلّى الله عليه وآله ، قيل ولد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة. ومات سنة خمسين ، وقيل غير ذلك. جمهرة أنساب العرب : ١٢١ ، وتهذيب الكمال ٧ : ١٧٠ / ١٤٥٤.
ولو راجعنا المصادر التي روت ولادة حكيم في الكعبة للفت انتباهنا فيها اُمور ، منها الإرسال وانقطاع السند الذي لم يخلُ من ضعيف أو منكر الحديث ، كمصعب بن عبد الله ، ولمتابعة هذه الاُمور راجع الكتاب التالي في هذه المجموعة ، بقلم الاُستاذ شاكر شبع النجفي.