عبد الله : أنّ اُمّ حيكيم بن حزام (١) ولدته في الكعبة ، ضربها المخاض وهي في جوفها : ولم يُولَد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحدٌ (٢).
قال الحاكم : وَهَمَ مصعب في الحرف الأخير ، وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ في جوف الكعبة.
والحاكم مَن أذعن الكلّ بثقته وحفظه وضبطه ، وتقدّمه في العلم والحديث والرجال ، والمعاجمُ طافحةٌ بإطرائه والثناء عليه ، والكتبُ مفعمةٌ بالاحتجاج به ، والركون إليه ، وتأليفه شاهدةٌ بنبوغه وتضلّعه ، فناهيك به حاكماً بتواتر الحديث.
وقد وافقه على ذلك النصّ من أفذاذ علماء أهل السنة : شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم المحدّث الدهلوي (٣) والد عبد العزيز الدهلوي : مصنّف (التحفة الاثنا عشريّة) في الردّ على الشيعة ، قال في كتابه (إزالة الخفاء) :
«قد تواتر الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علياً في جوف الكعبة ، فإنّه وُلِدَ يوم الجمعة ، الثالث عشر من شهر رجب ، بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، في الكعبة ، ولم يُولد فيها أحدٌ سواه قبلَه ولا بعدَه» (٤).
__________________
(١) هي بنت زهير ، واختلف في اسمها ، وقد تصحّفت لفظة (بنت) في بعض المصادر من (ابن) فقالوا : اُم حكيم بنت حزام ، والصواب أنّها اُم حكيم بن حزام ، وذكر أنّها اُسرت يوم بدر ، ثم أسلمت وبايعنت. الإصابة ٤ : ٤٤٤ / ١٢٢٩ ، واُسد الغابة ٤ : ٥٧٧.
(٢) المستدرك ٣ : ٤٨٣.
(٣) أبو عبد العزيز ، ولي الله بن مولوي عبد الرحيم ، الدهلوي الهندي الحنفي ، المتوفى سنة (١١٧٩ ه) ، له تصانيف عديدة ، هدية العارفين ٦ : ٥٠٠ ، ومعجم المؤلفين ٤ : ٢٩٢.
(٤) إزالة الخفاء ٢ : ٢٥١٢ ، ط. الهند.