الملائكة والحور ، ومعهنّ الطّست والإبريق وحرير من حرير الجنّة ، فقمن يواجب الولادة ، حتّى إذا ولد الإمام عليه السّلام سجد وتلا قوله تعالى : (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ) (١).
ولا يناقص هذا ما عرفته من انشقاق جدار البيت لدخولها ، فإنّ أقصى ما في هذا الحديث إهمال كيفية الدخول.
فمن الجائز أن تكون على الصفة التي وصفها في الأحاديث الاُخر ، ومحاولة القوم لفتح الباب ، لأنّه كان أيسر لهم من إعادة الفتحة بعد التئامها ، لا لأنّها دخلت منه.
على أنّها كانت من الاُمور الإلهية التي لا تتأتّى لغيره سبحانه ، وما كان من الهيّن الهدم العادي لإخراجها مع وجود الباب ، والقوم لمّا عمدوا إلى الباب ورأوا تعاصيه على تماديهم في فتحه ، عرفوا أنّ شِروى (٢) التئام الفتحة أمرٌ غيبيّ لا يتسنّى لهم معالجته ، فتركوه لحاله.
* * *
حديث الولادة والنسّابون :
عرف الباحثون أنّ في أمثال هذه المسألة من أظهر ما تنتهي إلى النسّابة أخباره ، وأنّها من الحقائق التي لا تعزب عنها حيطتهم ، فهم ذوو خبرة في هذا الباب ، ونصوصهم فيها إحدى الحجج القويمة على إثباتها ، ونحن إذا رفعنا إليهم الأمر وجدناهم حكماً عدلاً ، ولهم فيه قضاءٌ فصل.
__________________
(١) جنّات الخلود : ١٧ ، فارسي ، سورة الإسراء : ٨١.
(٢) الشّروى : المثل ، يقال : ما له شروى أي ما له مثل. مجمع البحرين ـ شرا ـ ١ : ٢٤٥.