وهو بمنزلة سجدة شكرٍ من أمير المؤمنين عليه السلام لربّه الكريم حيث حباهُ أن يولد في بيته المعظّم ، وقد أشار العلّامة السيّد رضا الهندي إلى هذا المعنى بقوله :
لمّا دعاك الله قدماً لأنْ |
|
تولدَ في البيت فلبّيتهُ |
شكرتَهُ بينَ قريشٍ بأنْ |
|
طهّرتَ من أصنامهم بَيتَهُ |
* * *
أوهام الشكّ وأرقام اليقين :
لا ريب أنّ ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة المشرّفة تعتبر منقبةً عظيمةً وفضيلةً باهرةً اختصّ بها دون سواه ، لما فيها من الدلالة على أنّه عليه السلام محلّ عناية الله سبحانه منذ يوم ولادته ، لأنّه قد طهّره الله سبحانه بأن جعل مولده في أعظم بيوت عبادته.
وذلك من تجليات الاصطفاء الذي شاءته الإرادة الإلهية.
ومن هنا فقد أبى أعداء فضله العميم وحسّاد مجده الأثيل أن يُنصتوا إلى صوت الحقّ الصادر من أعماق التاريخ على لسان المؤرّخين والمحدّثين الذين قالوا بتواتره ، وكونه محلّ اتّفاق بين المسلمين.
فحاولوا أن يُثيروا الشكوك حول هذه الفضيلة لصرت الأنظار عنها ، وذلك في اتجاهين :
الأوّل : يثبت هذه الفضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام لكنّه ينكر تفرّده بها.
الثاني : ينكر هذه الفضيلة ولا يُثبتها لأمير المؤمنين عليه السلام.
أمّا أصحاب الاتّجاه الأوّل :
فيرون أنّ أوّل من وُلِدَ في الكعبة هو حكيم بن حزام ، ولا ينكرون ولادة أمير المؤمنين عليه السلام فيها.