وأمّا العلّامة الشيخ الشنقيطي المدرّس بالأزهر في (كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب) وهو شديد التحرّز من أحاديث الروافض المكذوبة كما يزعم ؛ لأن الإمام عليه السلام في غنى عنها كما يرى الشنقيطي لكثرة ما ثبت في السنة من أحاديث فضائله ، أرسله إرسال المسلّم أن من مناقبه ـ كرّم الله وجهه ـ أنّه ولد في داخل الكعبة ، ولم يعرف ذلك لأحد غيره إلّا حكيم بن حزام رضي الله عنه.
وقد أوضحنا القول في هذه الولادة الأخيرة المزعومة في المقدّمة وفي متون هذا الكتاب فلا نعيد.
وقفة أخيرة :
ويفرد المؤلّف ختام فصله الأخير من كتابه القيّم ، بمناقشة مختصرة لما قاله الشيخ علي القاري في (شرح الشفا) بعد أن قال في حكيم بن حزام : «ولا يعرف أحد وُلِدَ في الكعبة غيره على الأشهر» ما نصّه : «وفي (مستدرك الحاكم) أنّ علي بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ أيضاً وُلِدَ في داخل الكعبة» (١).
فيقول الشيخ المؤلف بعد ذكره لما قاله القاري :
ليت القاري لم يسحب ذيل أمانته على كلمة الحاكم الموجودة في (المستدرك) وليته ذكر قوله : تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين في جوف الكعبة.
__________________
(١) كفاية الطالب : ٢٥ و ٣٧ ، وشرح الشفا ١ : ١٥١ ، والمستدرك ٣ : ٤٨٣.