ولم تكن ولادة حكيم معروفة قبل هذه الرواية بل لم تذكر أبداً في المصادر التأريخية ولا الروائية ، كما أنّ حكيماً نفسه لم يذكر أنّ ولادته كانت في الكعبة ، لا في جاهليته ولا في إسلامه ، وهو شرف عظيم كانوا يفتخرون به في الجاهلية ويتمنّونه ، فكيف سكت حزام عن ذكر ذلك ولم يشر إليه ولو إشارة بسيطة؟ ولم يكن صاحب مناقب كثيرة حتّى يترك ذكرها كما لم يكن زاهداً فمنعه زهده عن ذكرها. كما لم يذكرها مَن حوله وهو من وجهاه قريش في الجاهلية والإسلام ومن علمائها بالنسب ، كما كان جواداً كريماً ، وهو بالتالي ليس نكرة حتى يُنسى خبر ولادته في بقعة مباركة ، وكان إذا سئل عن ولادته فلم يزد في إجابته عن : ولدتُ قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة ، وذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس سنين (١).
وكان إسلامه يوم الفتح وقيل : يوم اُحد ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، أعطاه النبيّ صلى الله عليه وآله من غنائم حنين مائة بعير ، عاش مائة وعشرين سنة ؛ ستّين في الجاهلية وستّين في الإسلام ، وتوفي في المدينة سنة أربع وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين (٢).
الروايات :
رواه مصعب بن عثمان الذي لم أجد له ترجمة تذكر في تاريخ دمشق ولا في غيره اللّهم إلّا ما ذكره صاحب التبيين في أنساب القرشيين مكتفياً باسمه : مصعب بن عثمان بن عروة بن الزبير وبأنّه كان عالماً بأخبار قريش (٣).
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٥ : ٩٨.
(٢) تاريخ دمشق ١٥ : ٩٥.
(٣) التبيين في أنساب القرشيين : ٢٦٦.