فلا أقلّ من أن حاله مجهول ، إن لم يكن من اُولئك الضعفاء الذين أكثر ابن بكار من الرواية عنهم في الجمهرة أشياء منكرة كثيرة خاصّة أنه كان واسطةً بين ابن بكّار وبين عامر بن صالح وعامر هذا هو المعروف بالكذب وأنّه ليس ثقة كما أنّ عامّة حديثه مسروق وبالتالي فقد يكون مصعب قد تأثّر بأُستاذه عامر ، يروي الموضوعات (١).
هذا وأنّ الزبير بن بكار المتوفّى سنة (٢٥٦ هـ) صاحب جمهرة نسب قريش متّهم هو الآخر بالضعف وبأنّه منكر الحديث ويضعه وهو ما يذكره صاحب كتاب الضعفاء الحافظ أحمد بن علي السليماني (٢).
وقال في (ميزان الاعتدال ٢ : ٦٦) : لا يلتفت إلى قوله. وإن ردّه ابن حجر في التهذيب قوله : هذا جرح مردود ، فلعلّه استنكر إكثاره عن الضعفاء مثل محمّد بن الحسن بن زبالة وعمر بن أبي بكر المؤملي وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم ، فإن في كتاب «النسب» عن هؤلاء أشياءً كثيرةً منكرةً (٣).
فسواءاً كان الزبير ضعيفاً بنفسه أو ينقل عن هؤلاء الضعفاء في كتابه. فهو بالتالي يفقد الثقة به وبكتابه ولا يعتمد على ما فيه إلّا بعد تمحيص دقيق وجهد كبير.
فإذا عرفنا حال مصعب بن عثمان وصاحب كتاب جمهرة نسب قريش فالرواية بعد ذلك لا يمكن أن تكون محلّ اعتماد.
أمّا روايته فكما نقلها أيضاً صاحب تاريخ دمشق هي : أخبرنا أبو غالب بن الحسن وأخوه أبو عبد الله يحيى ، قالا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٤ : ٤٦ ، وسير أعلام النبلاء ٤ : ٤٢٩.
(٢) اُنظر سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣١٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ : ٣١٣ ، وميزان الاعتدال ٢ : ٦٦.
(٣) انظرها في سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣١٤.