أبو طالب المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي ، أنبأنا الزبير بن بكّار ، حدّثني مصعب بن عثمان ، قال : دخلت اُمّ حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش وهي حامل متمّ بحكيم بن حزام ، فضربها المخاض في الكعبة فأُتيت بنطع حيث أعجلها الولاد ، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع (قطعة من الجلد) وكان حكيم بن حزام من سادات قريش ووجوهها في الجاهلية (١).
روايتا المستدرك :
الرواية الاُولى : سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب يقول : سمعت أبا أحمد محمّد بن عبد الوهّاب يقول : سمعت علي بن غنام العامري يقول : ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة ، دخلت اُمّه الكعبة فمخضت فيها فولدت في البيت (٢).
الرواية الثانية : أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن بالعرية ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا مصعب بن عبد الله فذكر نسب حكيم بن حزام وزاد فيه : واُمّه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزى ، وكانت ولدت حكيماً في الكعبة وهي حامل فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة ، فولدت فيها فحملت في نطع وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد.
هذه العبارة الأخيرة لم ترد في الروايتين السابقتين فهي إضافة منه ، وليس هذا غريباً عليه ولم يكن هذا منه بلا قصد ولا هدف فهو يعرف جيّداً ماذا يقصد بهذا النفي «ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في الكعبة أحد» ، وكيف يعذر وهو يعرف جيّداً تواتر خبر ولادة عليّ عليه السلام في الكعبة ولم يكن جاهلاً به أو غافلاً عنه. وإنّما هي «شنشنة أعرفها من أخزم» حقّاً إنّه حقد موروث وبغض مستحكم ضد عليّ عليه السلام توارثته هذه العائلة من يوم الناكثين ، يقول الإمام علي عليه السلام : «وما زال الزبير منّا حتى ولد له عبد الله ابنه».
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٥ : ٩٨.
(٢) المستدرك ٣ : ٥٤٩ / ٦٠٤١ / ١٦٣٩.