والحاكم في انقل السابق عنه ، وإن لم يذكر وقت الولادة ، ولا شهرها ولا سنتها ، لكن حمل إلينا ذلك عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجيّ الشافعيّ ، المتوفى سنة (٦٥٨ ه) في كتابه (كفاية الطالب) الذي ذكره الچلبيّ في (كشف الظنون) ونقل عن ابن الصبّاغ المالكيّ في (فصوله المهمّة) واحتجّ بن ابن حَجَر.
قال : «أخبرنا الحافظ أبو عبد الله ، محمّد بن محمود النّجار ، بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : قرأتُ على الصفّار بنيسابور : أخبرتني عمّتي عائشة ، أخبرنا ابن الشيرازيّ ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوريّ ، قال :
وُلِدَ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بمكّة في بيت الله الحرام ، ليلة الجمعة ، لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب ، سنة ثلاثين من عام الفيل ، وزلم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله الحرام سواه ، إكراماً له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم» (١).
وقال شهاب الدين ، أبو الثناء ، السيّد محمود الآلوسي المفسّر في (شرح عينية عبد الباقي أفندي العمري) عند قول الناظم :
أنتَ العليُّ الذي فوقَ العُلا رُفعا |
|
بِبَطْنِ مكّةَ عند البيت إذْ وُضِعا |
«وفي كون الأمير ـ كرّم الله وجهه ـ وُلِدَ في البيت ، أمرٌ مشهورٌ في الدنيا ، وذُكِرَ في كتب الفريقين السنّة والشيعة ـ إلى قوله ـ :
__________________
(١) كفاية الطالب : ٤٠٧.
وانظر كشف الظنون ٢ : ١٤٩٧ ، والفصول المهمة : ٣٠ ، ونور الأبصار : ١٥٦ ، ومسارّ الشيعة : ٨٨.