ولم يشتهر وضعُ غيره ـ كرّم الله وجهه ـ كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة عليه.
وما أحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه فيما هو قِبْلَة للمؤمنين.
وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين» (١).
وإنّ اشتهار الحديث في الدنيا وتداوله في كتب الفريقين لا يعدوه أن يكون متواتراً على الأقلّ ، وهو لا يريد الشهرة والتداول في جيله فحسب ، فهو لا يجديه في تبجّحه بتلك المأثرة الكريمة بقوله : وما أحرى ... وقوله : وسبحان ... ، وجزمه بذلك ، لو كانت الشهرة منقطعاً أوّلها ، فلا محالة أنّه يريد ذلك في كلّ جيل ، وهو الذي لا يبارحه التواتر على الأقلّ.
وأنت ترى أنّه في كلامه هذا لم يأبه بمولد حكيم بن حزام وأوعز إليه بالوهن بقوله : «ولم يشتهر».
كما أنّ الحاكم مع رواية ولادة حكيم في (المستدرك) نفاها في كلامه الأخير الذي أثبته عنه الحافظ الكنجيّ بقوله : ولم يولد ....
ولو كان يُقيم وزناً لتلك الرواية لما ساغ له ذلك الجزم النهائيّ.
وممّا يؤكّد ما قاله أبو الثناء كلمةٌ ثمينةٌ للعلّامة الشريف السيّد حيدر بن عليّ الحسيني العُبيدلي الآملي ، المعاصر لفخر الدين ابن آية الله العلّامة الحليّ قدس سرّه في كتابه (الكشكول فيما جرى على آل الرسول) قال :
«واحتجّ آل رسول الله صلّى الله عليه وآله وجماعةٌ من الأصحاب الذين ثبتوا على دين رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلى عهده في ولاية عليّ عليه السّلام بعدّة من الفضائل جعلوها مسنداً لهم عند المفاضلة» (٢). وعدّ فضائل جمّة مسلّمة عند الفريقين.
__________________
(١) شرح الخريدة الغيبة في شرح القصيدة العينية : ١٥. على ما في الغدير ٦ : ٢٢.
(٢) الكشكول : ٨٦.