والرابعة عشر منها : ولادتها في الكعبة.
وقال في اُخريات الكتاب : «خاتمة أذكر فيها شيئاً من مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وكراماته التي اختصّة الله بها على أبناء جنسه (١) لا يفتقر ناقلها إلى كتاب ، ولا يحتاج الخصم فيها إلى جواب ، وأرجو أن تكون حجّة المؤالف على المخالف وللمستقيم على المتجانف» (٢). ثم ذكر كرامات كثيرة من المتسالم عليها.
وثانيها : «أنّه وُلِدَ الكعبة ، بالحرم الشريف ، فكان شرفَ مكّة وأصلَ بكَّة (٣) ، لامتيازه بولادته في ذلك المقام المنيف ، فلم يسبقه أحدٌ ، ولا يلحقه أحدٌ بهذه الكرامة ، ولا بلغ أحدٌ ما بلغ من السيادة والنباهة عامّة ، وهو بالأصالة صاحب الإمامة الإبراهيميّة» (٤).
وأنت تعلم أنّ آل محمد صلّى الله عليه وآله وتبعهم من الصحابة والتابعين لم يحتّجوا بتلكم الفضائل ، ولا جعلوها مستنداً لهم في الحجاج على أمرٍ أصليّ في المذهب ، إلّا وعلموا أنّها جمعاء ـ ومنها حديث الولادة ـ مسلّمةٌ عند خصومهم ، كما هي ثابتة لديهم.
فبينَ من شهد الوقف من الصحابة ، ومن رواه عمّن حضره ، وكذلك التابعين.
ثمّ إنّ الكرامات المذكورة إنّما صارت بحيث لا يحتاج صاحبها إلى كتابٍ ، كما ذكره السيّد الشريف ، لتداولها في أيّ كتابٍ يحسبه الخصم حجّةً عليه ، ويراه الموالي معتمداً عنده ، ومثل هذا لا يُلجىء صاحبه إلى إسناد أو ذكر كتاب.
__________________
(١) في الأصل : على أنّ جنسها.
(٢) الكشكول : ١٨٩.
(٣) في المصدر زيادة : وبناء عكّة.
(٤) الكشكول : ١٨٩ ، الكرامة الثانية.