ولذلك السيّد يرجو أن تكون حجّةٍ على المخالف والمتجانف.
وهذا نفس ما مرّ عن أبي الثناء الآلوسيّ من إطّراد الحديث في كتب الفريقين ، واشتهاره في الدنيا.
وقد قلنا : إنّه لا ينفك عن التواتر.
ولذلك قال العلّامة السيّد هاشم التوبليّ البحرانيّ في (غاية المرام) : «إنّ رواية أمير المؤمنين عليه السّلام وُلِدَ في الكعبة بلغت حدّ التواتر ، معلومةٌ في كتب العامّة والخاصّة» (١).
وبمقربة من هذا القول ما قاله العالم البارع السيّد محمّد الهاديّ بن اللوحي الموسويّ الحسيني في كتابه (أُصول العقائد وجامع الفوائد). قال : «كان مولده عليه السّلام في جوف الكعبة على ما روته الشيعة وأهل السنّة ، ولم يشرّف المولى سبحانه أحداً من الأنبياء والأوصياء الشرف ، فهو مخصوص به سلام الله عليه» (٢). انتهى مترجماً من الفارسية وملخّصاً.
فهو يريد أنّ الحديث ممّا تصافقت الأيدي على نقله ، وتطامنت النفوس على روايته ، وأصفقت الجماهير من الفريقين على إثباته ، وذلك الذي نريد إثباته ، وبه يثبت التواتر.
ولقد قال بعض العلماء في مؤلّف له : «إنّ حديث الولادة في البيت نقله جلّ أصحاب التأريخ.
والمشهور ما بين الخاصّة والعامّة : أنّه وُلِدَ بين العمودين على البَلاطة الحمراء».
__________________
(١) غاية المرام : ١٣.
(٢) أُصول العقائد : ١٦٥.