فأوّلاً : أنّ محمّد بن يحيى كما في كتاب الجرح والتعديل للرازي قال : سألت أبي عنه فقال : كان رجلاً صالحاً وكانت به غفلة ، رأيت عنده حديثاً موضوعاً. توفي سنة (٢٤٣ هـ) (١).
أمّا : عبد العزيز بن عمران فيقول عنه البخاري : إنّه لا يكتب حديثه ، منكر الحديث ، وقال عنه النسائي : متروك الحديث ، وقال عنه الرازي : متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدّاً ، وقال محمّد بن يحيى الذهلي النيسابوري : عليّ بدنة إن حدّثت عن عبد العزيز بن عمران حديثاً (٢).
هذا مضافاً إلى أن الأزرقي في نفسه محل كلام حيث لم أعثر على شيء يدلّ على توثيقه وأمامك حياته في كتابه أخبار مكّة.
والمتحصّل من هذا المختصر ومن غيره أنّ رواية ولادة حكيم إن لم نقل بسقوطها فهي غير معتبرة عند كثير من المحدّثين والمؤرّخين ، بل نفاها جمع منهم بنفيهم ولادة غير أمير المؤمنين عليه السلام كما سنرى في مضامين هذا الكتاب (٣).
__________________
(١) تذكرة الحفّاظ ٢ : ٥٠١ ، والجرح والتعديل ٨ / ١٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ : ٩٦.
(٢) التاريخ الكبير ٦ : ٢٩ ، والتاريخ الصغير ٢ : ٢٣٤ ، والجرح والتعديل ٥ : ٣٩٠ ، وتاريخ بغداد ١٠ : ٤٤١ ، وتهذيب التهذيب ٦ : ٣٥١ ، وميزان الاعتدال ٢ : ٦٣٢.
(٣) من المصادر التي اعتمدتها في هذه المقدمة المختصرة مقالة قيّمة ونافعة للأُستاذ شاكر شبع (الولادة في الكعبة المعظّمة) نشرت في مجلة تراثنا العدد ٢٦ ، وطبعت في هذه المجموعة برقم (٥).