(أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ) أو إن أردنا أن نريك ما وعدناهم من العذاب ، وقرأ يعقوب برواية رويس أو (نُرِيَنَّكَ) بإسكان النون وكذا (نَذْهَبَنَ). (فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) لا يفوتوننا.
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ)(٤٤)
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من الآيات والشرائع ، وقرئ «أوحي» على البناء للفاعل وهو الله تعالى. (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) لا عوج له.
(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ) لشرف لك. (وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) أي عنه يوم القيامة وعن قيامكم بحقه.
(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ)(٤٥)
(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) أي واسأل أممهم وعلماء دينهم ، وقرأ ابن كثير والكسائي بتخفيف الهمزة. (أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) هل حكمنا بعبادة الأوثان وهل جاءت في ملة من مللهم ، والمراد به الاستشهاد بإجماع الأنبياء على التوحيد والدلالة على أنه ليس ببدع ابتدعه فيكذب ويعادى له ، فإنه كان أقوى ما حملهم على التكذيب والمخالفة.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٦) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ)(٤٧)
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) يريد باقتصاصه تسلية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومناقضة قولهم (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) والاستشهاد بدعوة موسى عليهالسلام إلى التوحيد ليتأملوا فيها.
(فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ) فاجؤوا وقت ضحكهم منها ، أي استهزءوا بها أول ما رأوها ولم يتأملوا فيها.
(وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(٤٨)
(وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) إلا هي بالغة أقصى درجات الإعجاز بحيث يحسب الناظر فيها أنها أكبر مما يقاس إليها من الآيات ، والمراد وصف الكل بالكبر كقولك : رأيت رجالا بعضهم أفضل من بعض ، وكقوله :
من تلق منهم تقل لاقيت سيّدهم |
|
مثل النّجوم الّتي يسري بها السّاري |
أو (إِلَّا) وهي مختصة بنوع من الإعجاز مفضلة على غيرها بذلك الاعتبار. (وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) كالسنين والطوفان والجراد. (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) على وجه يرجى رجوعهم.
(وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ)(٥٠)
(وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ) نادوه بذلك في تلك الحال لشدة شكيمتهم وفرط حماقتهم ، أو لأنهم كانوا يسمون العالم الماهر ساحرا. وقرأ ابن عامر بضم الهاء (ادْعُ لَنا رَبَّكَ) فيكشف عنا العذاب. (بِما عَهِدَ