قيل : يا رسول الله والمجاهد في سبيل الله؟
قال : لو ضرب بسيفه في الكفار حتى يخضب دما وينكسر ، لكان الذاكرون الله أفضل (١).
وعن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (٢). قال اذكروني بالظلمة أذكركم بالعصمة (٣).
فصل
في تقديره جل جلاله
لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في المحراب يصلي بالناس صلاة الصبح جمع ملحفته (٤) على بطنه وقال : (وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً) (٥).
ولما خرج شبيب الخارجي (٦) من الكوفة يريد الأهواز ، وقد فعل الأفاعيل ارتطم فرسه في (نهر) دجيل (٧) فغرق وهو يقول (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٨).
__________________
(١) في مسند الإمام أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري أنه قال : قلت يا رسول الله أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال الذاكرون الله كثيرا. قال قلت ، والغازي في سبيل الله؟ قال : لو ضرب بسيفه في الكفار المشركين حتى ينكسر).
(٢) البقرة : ١٥٢. وفي الأصل : (اذكروني).
(٣) ورد غير هذا التفسير عن سعيد بن جبير في تفسير الطبري ٢ / ٣٧ وهو اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي.
(٤) الملحفة : واحدة الملاحف وهي نوع من الثياب. الصحاح (لحف).
(٥) الأحزاب : ٣٨.
(٦) شبيب الخارجي هو أبو الضحاك شبيب بن يزيد خرج على الدولة الأموية ، وقاتله الحجاج في معارك عديدة ، ونجا بنفر قليل من أصحابه ، ثم مرّ بجسر دجيل ، ونفر به فرسه فألقاه في الماء ومات. انظر : الطبري ٧ / ٢٥٥ البداية والنهاية ٩ / ٢٠ ، الأعلام ٣ / ٢٢٩.
(٧) في الأصل : (وحل).
(٨) الأنعام : ٩٦ وفي تاريخ الطبري : أن حافر رجل فرس شبيب نزل على حرف السفينة فسقط في الماء. فلما سقط قال : (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) فارتمى في الماء ثم ارتفع فقال : ذلك تقدير العزيز الحكيم. وفي البداية والنهاية : إنه لما ألقاه جواده في نهر دجيل قال له رجل : أغرقا يا أمير المؤمنين؟ قال : (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).